بعلبك - نظم مجلس قضاء بعلبك الثقافي لقاء حواريا في قاعة "الأنكس - بالميرا" في بعلبك، لمناقشة كتاب "تجليات الوعي القومي في بعلبك 1908-1920 للكاتب حسين صلح، بحضور مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد صلح، رئيس بلدية بعلبك الأسبق غالب ياغي، منسق بعلبك في تيار "المستقبل" محمود صلح، فاعليات تربوية وثقافية واختيارية واجتماعية ومهتمين.
بداية، كلمة لرئيس المجلس أكرم طليس أكد فيها أهمية هذه "اللقاءات الحوارية والنقدية في إغناء الوعي الثقافي في المجتمع".
ثم تحدثت زينب يوسف باسم المجلس، وعرف عماد غرلي بالكاتب والكتاب.
صلح
بدوره، أشار الكاتب صلح إلى أن "بعلبك شهدت بين العامي 1908 و 1920 بدايات انهيار خلافة السلطنة العثمانية وبداية الحقبة الاستعمارية الغربية المتجددة لبلادنا وعبرها ظهور بشائر الحركة القومية العربية التي كان عليها ان تستولد نفسها بنفسها عبر التصادم مع المشروعين، ثم مع قصورها الذاتي وهي تحاول صياغة نفسها فكريا وعمليا في لحظة تاريخية حافلة بالالتباسات بين الوطني والديني والقومي مع الافتقار إلى الثقافة والمعرفة وفهم التحولات".
ولفت الى أن "بعلبك مدينة تاريخية عرفت عصورا من الازدهار والتقدم، كما شهدت فترات من التراجع والانحطاط لا سيما خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بسبب الضعف المتمادي للسلطنة العثمانية والتدخل الاجنبي في أوضاعها الداخلية والسياسية التي اعتمدها الولاة في كبح او دعم العائلات الاقطاعية في التزاماتها ومنهم الحرافشة الذين التزموا بعلبك فأضحت في عهدهم بلدة صغيرة الى حين تم القضاء عليهم، واعيد تنظيم وضعها الاداري في مطلع القرن العشرين، فأخذت عائلات جديدة تحتل مواقع اساسية في الادارة ساعدها على تعزيز نفوذها السياسي كعائلات آل حيدر، المطران، الرفاعي، ألوف، المصري، معلوف، وبرز من بين ابنائها مثقفون استطاعوا التحصيل العلمي العالي من معاهد الاستانة والقاهرة وباريس ودمشق وتأثروا بالافكار الاصلاحية والقومية الداعية الى اصلاح احوال الولايات العربية - العثمانية".
وذكر أنه "بعد دخول الحلفاء الى سوريا ولبنان وانكشاف اهدافهم في تقسيم سوريا ووضع اتفاقية سايكس - بيكو موضع التنفيذ، وافتضاح سياسة الفرنسيين في احتلال سوريا وسلخ البقاع والحاقه بجبل لبنان، وقف البعلبكيون إلى جانب اخوانهم العرب في التصدي للفرنسيين ومقاومتهم، ولم يقتصر دورهم عند حدود المقاومة المحلية بل إن مساهماتهم تعدت ذلك إلى المشاركة الجدية في القرار السياسي الذي كان يصنع في دمشق، كما شارك بعضهم في الوفد العربي الى مؤتمر الصلح في باريس عام 1919، وقد قاد أحدهم المفاوضات مع مصطفى كمال بإسم الحكومة العربية بهدف التوصل إلى اتفاق مشترك يحدد الأسس الجديدة لمقاومة الفرنسيين".
وشدد على أن "تلك المرحلة الصاخبة بالاحداث المصيرية على امتداد المنطقة العربية وأثرها على سائر المدن العربية ومنها بعلبك، تستحق كل الاهتمام من الباحثين، لما تمثله من مرحلة صراع سياسي وعسكري بين قوى التحرر العربية وقوى السيطرة الاستعمارية حول اهداف وطنية سامية".
وختاما كان حوار حول بعض الفصول الواردة في الكتاب.