بعيد استقالة الحكومة، شعر منسّقو حراك الثورة بالضغط الذي يعيشه الاقتصاد اللبناني واللبنانيون، فقرّروا فتح الطرقات إفساحًا في المجال أمام حلول سياسية تستجيب لمطالب أكثر من مليوني شخص نزلوا الى الساحات في لبنان ودول الانتشار، لكنّ رئيس التيار الوطني الحر الوزير في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل يُصرّ على العودة إلى لعبة الشارع، غير آبه بما ستكون نتيجتها، ويُعوّل على الدعم الذي سيلقاه من بيئة حزب الله لاسيما الضاحية الجنوبية بعد ان أخفق مناصروه في التزامهم بأرقام الحشد التي طلبت منهم في التحركات الخجولة التي أريد منها إظهار حجم التيار في الأسبوعين الأخيرين، ناهيك عن الخلافات التي دبّت في منسقية التيار في كسروان والتي انعكست على مقاطعة الكثير من المحازبين في خطوات باسيل.
فقد كشفت معلومات أن باسيل يعدّ لتظاهرة مضادة أمام القصر الجمهوري في بعبدا، وقد أوعز إلى كوادره وصل الليل بالنهار لحشد ما يمكن حشده من المحازبين والمناصرين، وأن يصبّوا تركيزهم على المنسقيات التي لم تتأثر بالخلاف مع النائب شامل روكز والمنتفضين على سياسة باسيل داخل التيار، كما تتم الاستعانة باللوائح الإسمية التي بحوزة التيار للذين تم توظيفهم في الآونة الأخيرة، إن بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر في الشركات التي تدور في فلك التيار البرتقالي، لكي تتم دعوتهم للحضور إلى هذا التحرك.
وتأتي دعوة باسيل بعد تصريح المرشد الأعلى للثورة الايرانية علي خامنئي الذي أوصى من وصفهم بالحريصين "على العراق ولبنان بأن يعالجوا أعمال الشغب وانعدام الأمن الذي تسببه في بلادهم أمريكا والكيان الصهيوني وبعض الدول الغربية بأموال بعض الدول الرجعية".
كما تأتي دعوة التيار بعد تصريح مستشار رئيس مجلس الشورى الايراني حسين أمير عبد اللهيان الذي وصف تظاهرات العراق ولبنان "بالنسخة الجديدة للإرهاب السياسي".
حتى الآن يبدو أن باسيل لم يفهم حقيقة الأزمة اللبنانية والورطة التي أوقع فيها عهد الرئيس عون، وعوضًا عن الإستماع إلى مطالب الشارع والتواضع أمام وجع الناس، وعوضًا عن تسهيل عملية الإصلاح من خلال الإفساح في المجال أمام الإختصاصيين لكي يصلحوا ما تقاعس هو ومن معه في السلطة عن إصلاحه، نراه يكابر أمام وجع الناس ويغامر بمصير الوطن.
المصدر: Kataeb.org